youtube

facebook6

فنون إهدار الطاقات...!

كتبه  د.حمزة بن فايع الفتحي
قييم هذا الموضوع
(0 تصويتات)

 لم يُبتلَ الناس بشيء، مثل إهدار الطاقات، وتضييع الفرص، وتعطيل إمكانات كانت ستحدث أثرها لو استُغلت الاستغلال الأعظم، واستُثمرت الاستثمار الأمثل . 
 له طاقةٌ كالدر حسنا وجودةً// فمالِ لبيب القوم لا يتفكرُ 
 يتفنن بعضنا في تضييع طاقاته، وتعطيل مواهبه التي وهبه الباري تعالى، من كلِم جميل، أو تخصص فذ، أو قلمٍ سيال، أو بيان آسِر، أو صنعة جذابة، أو قدرة قيادية، أو إنجاز مهمات، أو سعة خلقية،،، وغيرها، ولكن قد يهملونها وهم لا يشعرون . 
 وفئة الشباب من الجنسين هم طلائع البناء ونخلات المستقبل، ومزاهير النهوض والبلوغ والعلاء،( وشبابَك قبل هرمك ) والسؤال عنهم ومتابعتهم من الضرورات الاجتماعية والشرعية، وتقصيرنا تجاههم قد يوسع الهدر والتبديد . 

 ولذلك صور واتجاهات : 
١/ التوسع في الملاهي والترف، وجعلها متحكمة على جدولك ونظامك اليومي . وقد صح( نهيه صلى الله عليه وسلم عن كثير من الإرفاه) . بالكسر أي التنعم ، رواه أبو دَاوُدَ وغيره .

٢/ 
محاولة دفع المسؤلية وإلقاء التبعة على الآخرين من إمامة و خطابة أو مشاركة أو توجيه ونصيحة بحيث يتربع بعضهم في ( مستنقع السلبية ). والتربية التخلفية الخاطئة قد تسهم في ذلك وتحمل صغار الفتيان إلى الاعتذار واختيار الانزواء والسلبية، وهذا خلاف المنهج النبوي السديد، وقد كان ابن شهاب الزهري ـ رحمه الله ـ يشجع الصغار ويقول: ( لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل، دعا الفتيان فاستشارهم يتبع حدة عقولهم ).

٣/ 
التفكير الدنيوي المادي : المتنفس على لعاعة وملاذ، أكثر الأوقات،،،! ولا حرج في الاستغناء الذاتي،،، ولكن المبالغة الموحية بهلكة قادمة أو إجداب قاتل، من سوء التصرف وعَمَى البصيرة الشرعية والواقعية،،! لأن المتدين الواعي لا يُضاهى بغيره..!

٤/ الاستسلام للواقع الاجتماعي والثقافي والإبداعي والنخبوي
، وأن ليس في الإمكان أبدع مما كان، ووجود رموز ثقافية وإسلامية مؤثرة كاف في اعتقادهم، وارتفاع التبعات ..!

٥/ عدم الاهتمام بالإنجاز الذاتي والفاعلية المنتجة
، وتنمية البدن على حساب تنمية العقل والروح .

يا خادمَ الجسم كم تسعى لراحته//أتعبتَ نفسك فيما فيه خسرانُ
أقبل على الروح واستكمل فضائلَها//فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ

٦/ اعتقاد أن حياة الجد والعصامية مورثة المتاعب وجالبة الأكدار ، وانعدام التفكير في عاقبتها وثمارها المجتناة .وفي الحديث: ( ومن يتصبر يصبره الله ).

٧/ إيثار الراحة على العمل،
 والترف على الجد، والواقعية على المستقبل، وقديما قد استعاذ الفاروق عمر رضي الله عنه من ( جلَد الفاجر وعجز الثقة ) . وما أكثر الثقات العاجزين هذه الأيام...!

٨/ التوسع المنامي المهدر للساعات،
 والمبالغة في الطعام المستغرقة للزمان وكنوزه وحلاوته ودرره.

٩/ استسهال التنظير والكلام المعسول دون الدخول في التطبيقات
 وأخذ زمام المبادرات قال تعالى( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ) سورة آل عمران .

١٠/ الزهادة في تقديم الخدمات والمشاركات الاجتماعية 
، وهو ناتج لضعف ثقافة العمل التطوعي في الوطن العربي، وبعض الجهات تُمارس لونا من الإهمال والتعويق وعدم التعريف وتنزيل المبادرات والفعاليات .

١١/ اعتقاد أن الفترة الشبابية:
 منحة للهو والضياع والمتعة غير المحدودة، وبالتالي يضيع الوقت والروح، وقد تصيب معاصي أو تُبتلى بقاذورات، والله المستعان .
وقد قال الإمام مالك للشافعي رحمهما الله ( إن الله قد جعل عليك نور الطاعة فلا تطفئه بظلمة المعصية ). وللمعلمين والشيوخ ومؤسسات التعليم دور في انتشال النشء والشباب والأخذ بأيديهم إلى الجادة والاتجاه الصحيح، وجعلهم مشاعل نور لدينهم وأوطانهم ... 

١٢/ الاستلاب التقني الشاغل:
 ومع فضائل التقنية وإنجازاتها إلا أنها أسهمت في تغييب الوقت والفكر، والمهن الفاعلة وصنعت رأيا عاما في الاعتذار والاكتفاء وعدم الانطلاق للأمام، وقيدت آخرين بقيود الكسل والتراخي، حتى أصيب بعضنا (بالإدمان الالكتروني)، ولا يكاد ينفك عنها، وينتهي دوره عند القراءة والله المستعان .

١٣/ تحويل الهمة والنشاط الداخلي لمسرح إلهائي، 
يمنع من الاستثمار والمبادرة الحقيقية ، وقد قال الجُنيد رحمه الله: ( عليك بحفظ الهمة، فإنها مقدمة الأشياء ).

١٤/ مغادرة واحة الإيجابية للعيش على الطريقة العامية كلاما وسلوكا وتفكيرا،
وينسى تكريم الله له بحسن الخلق والعقل والعلم ( ولقد كرمنا بني آدم ) سورة الإسراء ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) سورة النساء . وفي ظل الانفجار المعرفي تتعاظم العقول شكرا لله على نعمه الجليلة، وموانحه الفائقة ، فكيف يُغفل عن ذلك.،؟! 

١٥/ سوء فهم اكتشاف الذات وميل النفس المناسب الإبداعي،
 بحيث تخوض النفوس ميولاتها، وتسلك رغائبها، وهو ما يفقهه المربون وأصحاب الدراية والبصائر، ولكن لنمنحهم وقتا وفكرا ودعما،،والله الموفق .

المشاهدات 300 مرة

الأكثر قراءة هذا الشهر

جديد المقالات

  • حقيقة النصر بين المفهوم الرباني والمفهوم الإنساني (سورة البروج نموذجًا) >

    يقف الإنسان اليوم بكل ما أوتي من قوة الحضارة المادية والرفاهية الاقتصادية وما أتيح له من كل الإمكانيات التي جعلت العالم بأسره يتنقل بين قاراته ومجرياته بضغطة زر وهو على أريكته بل وعلى سرير نومه، يقف أسيرًا للمعطيات المادية فيحتكم إليها بل وليكوّن تصورًا عن مجريات الكون وأحداثه حسب ما تقدمه الحضارة المادية له من أسباب فيعيش في إطار ضيق المزيد...
  • لكي يكون تغييرك في الاتجاه الصحيح اتبع قواعد التغيير العشر >

    الآن وقد قارب عام جديد على البدء، يسعى الكثير منا للتغيير سواء في أهدافه المادية والمعنوية أو في ظروف حياته أو علاقاته... إلخ. فما هي أفضل وسائل وطرق التغيير الذي يكون للأحسن وفي الاتجاه الصائب؟ في هذا المقال نعرض أبرز عشر قواعد للتغيير مع ذكر الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتنفيذ تلك القواعد بنجاح: 1. التغيير عملية معقدةلتحقيق أي هدف من المزيد...
  • إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟ >

    الحرية بين الإطلاق والمحدوديةهل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟إنّ الحر حرية حقيقية كاملة، هو الذي لا قيود عليه البتّة، ولا شرط ولا حَدّ، ويجب أن يكون ذا اقتدار واستغناء تام عن أي أحد أو شيء خارج نفسه؛ لأن الحاجة إلى أي شيء خارج الذات سيتنافى مع طلاقة حريتها وتمام استغنائها. فإذا جئنا للإنسان نجد أنه لا يمكن بحال المزيد...
  • 1

شخصيات بناءة

  • واجبنا نحو القرآن >

    سُئل بعض العلماء: أيّة آية تصلح أن تكون عنوانًا على القرآن كلّه بحيث إذا كُتبت على ظهر المصحف كانت تعريفًا كاملًا به، شاملًا لجميع المعاني الكليّة التي يجدها المتصفح فيه كما تُعَرّفُ الكتب الكبيرة بجمل قصيرة؟ فكان جواب هذا العالِم: الآية التي تصلح لذلك هي قوله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[إبراهيم: المزيد...
  • لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها >

    هذا العنوان جملة إن لم تكن من كلام النبوة فإن عليها مسحة من النبوة, ولمحة من روحها, وومضة من إشراقها. والأمة المشار إليها في هذه الجملة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وصلاح أول هذه الأمة شيء ضربت به الأمثال, وقدمت عليه البراهين, وقام غائبه مقام العيان, وخلدته بطون التاريخ, واعترف به الموافق والمخالف, ولهج به الراضي والساخط, وسجلته المزيد...
  • قوة الكلمة >

    في بعض اللحظات لحظات الكفاح المرير الذي كانت الأمة تزاوله في العهد الذي مات. . كانت تراودني فكرة يائسة، وتلح على إلحاحا عني. . أسأل نفسي في هذه اللحظات. . ما جدوى أن تكتب؟ ما قيمة هذه المقالات التي تزحم بها الصحف؟ أليس خيرا من هذا كله أن تحصل لك على مسدس وبضع طلقات، ثم تنطلق تسوي بهذه الطلقات حسابك مع الرؤوس الباغية المزيد...
  • 1

218 زائر، و2 أعضاء داخل الموقع

جديد الأخبار

  • ألمانيا تكثف عمليات ترحيل اللاجئين إلى أفغانستان >

    قال وكيل وزارة الداخلية الألمانية، هيلموت تايشمان إن بلاده "قلقة" إزاء تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى إسبانيا، لافتا في الوقت ذاته إلى أن برلين تعتزم تكثيف عمليات ترحيل اللاجئين لأفغانستان. وقال تايشمان، في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار، اليوم الأحد: "نحن قلقون من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين لإسبانيا، ومتخوفون من أن يتسنى لكثير منهم شق طريقهم إلى المزيد...
  • تفاصيل اعتداء عنصري استهدف أسرتين مسلمتين في كندا >

    أثار الهجوم الإسلاموفوبي الذي تعرضت له أسرتان مسلمتان من أصول فلسطينية وتركية في مدينة تورنتو الكندية، ردود فعل واسعة في المجتمع الكندي. وتعرض محمد أبو مرزوق (39 عاما) الفلسطيني الأصل، يوم الأحد الماضي، للضرب في هجوم إسلاموفوبي، خلال وجوده في منطقة نزهات مع أسرته، ولا يزال يصارع الموت في المستشفى. وقالت زوجته ديانا العطار: إنها وأطفالها لم يتمكنوا بعد من المزيد...
  • قصف روسي مكثف يستهدف عناصر من الدفاع المدني بريف درعا >

    شنت مقاتلات روسية وطائرات ميليشيا أسد الطائفية، اليوم الإثنين، 26 غارة جوية على ريف درعا الشرقي استهدفت قرى وبلدات الحراك وناحتة ورخم والمليحة الغربية والمليحة الشرقية. وأخرجت الطائرات الروسية مستشفى مدينة الحراك عن الخدمة بعد قصفه بشكل مركز،  ما أدى أيضاً إلى مقتل عدد من فريق الدفاع المدني. وذكرت شبكة "أورينت" الإخبارية السورية المعارضة ان عدد الغارات الجوية التي استهدفت المزيد...
  • 1

جديد الفتاوي

  • حجز الأماكن في المساجد >

    السؤال: ما حكم حجز مكان في المسجد بوضع كتاب أو نحوه في الصف الأول أو خرقة معلمة أو كذا؟ الإجابة: الحجر أو التحجر في المسجد إذا كان الإنسان في المسجد فلا بأس، أو تحجر وذهب ليقضي حاجة كوضوء أو شبهه فلا بأس أيضاً. أما إذا تحجر وذهب إلى بيته إلى أهله إلى متجره؛ فإن من العلماء من يقول إن هذا المزيد...
  • قراءة القرآن بالعين فقط >

    السؤال هل القراءة بالعين في مصحف تسمى قراءة ولها شيء من الخير؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:فقد اتفق الفقهاء من أرباب المذاهب الفقهية الأربعة، على أن القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان.قال السرخسي الحنفي: "فإن التكلم ليس إلا تحريك اللسان وتصحيح الحروف على وجه يكون مفهوما من العباد"(1).وقال أبو الوليد ابن رشد المالكي: "لأن القراءة المزيد...
  • بقايا طلاء الأظفار (المناكير)، وأثره على الوضوء >

    السؤال امرأة على أظافرها مناكير (صبغ) وأزالتها قبل التطهر للصلاة، وبعد يومين تقريبا رأت بعض الآثار باقية على أظفارها، فماذا عليها؟ الجواب الحمد لله؛ يجب في الوضوء والغُسل الإسباغُ، أي: غَسل جميع ما يجب غسله في الغُسل والوضوء، وألا يترك من ذلك شيء، فإن نسي موضعًا من أعضاء وضوئه أو بدنه في الغُسل قبل أن تجف أعضاؤه، غسل الموضع وكفى، المزيد...
  • 1
  • من نحن وماذا نريد
     نحن طائفة من المسلمين يتمسكون بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهديه في أصول الدين وشرائعه. ويدعون للاجتماع عليها مع غيرهم من المسلمين. فيحققون الجماعة بمعناها العلمي من الالتفاف حول منهج النبي وصحبه، والعملي من الاجتماع في إطار واحد يَعصِم من التفرق والاختلاف.   فيفارقون بهذه النسبة الشريفة كل من أحدث في دين النبي بدعًا من الأمر، أو فرّق كلمة المسلمين وشق صفهم. وقد ظهرت التسمية في القرون الثلاثة الأولى لما ظهر أهل الأهواء فخرجوا على جماعة المسلمين بمخالفتهم وبِدَعهم، فأصبح من يُعنى بالسنة واتباعها يُشتهر أمره ويسمى من أهل السنة والجماعة، وسميت مصنفاتهم بكتب ”السنة“. ونحن ننتسب إلى تلك…